الشرح:

منَ المعلوم أنّ المتكلّم لا بدَّ أنْ يكون ذا هدف من كلامه، وللوصول إلى الهدف المقصود من القول أساليب بيانيّة كثيرة، ولكل هدف أساليب تناسبه.

وملاءمةُ الأسلوبِ البيانيّ للهدف من الكلام هي فيما أرى رُكن أساسي وجوهري لارتفاع مستوى الكلام الأدبي البليغ.

* فحين يكون غرض الكلام مثلاً أنْ يُحْدِث تأثيراً إقناعياً، يكون الأسلوب البياني الأكثر إقناعاً وتأثيراً في هذا المجال هو الأكثر أدباً، والأرفع منزلة في هذه الحالة.

* وحين يكون غرض الكلام أنْ يُحْدِث انفعالاً حماسيّاً، ويستثير خلق الشجاعة والبسالة والإِقدام، يكون الأسلوب البياني الأكثر إثارة للحماسة واستثارة للبسالة والشجاعة والإِقدام هو الأكثر أدباً، والأرفع منزلة في هذه الحالة.

* وحين يكون غرض الكلام أنْ يُثِير الغضب أو يُحْدِث الغيظ، يكون الأسلوب البيانيّ الأكثر إثارة للغضب أو إحداثاً للغيظ، هو الأكثر أدباً، والأرفع منزلة في هذه الحالة.

فمن أرفع الأدب في هذا المجال قوله الله تعالى في سورة (آل عمران/ 3 مصحف/ 89 نزول) بشأن المنافقين الّذين إذا خلَوا عضُّوا أناملَهم غيظاً من المؤمنين:

{قُلْ مُوتُواْ بِغَيْظِكُمْ إِنَّ الله عَلِيمٌ بِذَاتِ الصدور} [الآية: 119] .

وقول الله تعالى بشأن المشركين الذين يَكْرَهُوَن ظهور الإِسلام وانتصاره في سورة (الصف/ 61 مصحف/109 نزول) :

{هُوَ الذي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بالهدى وَدِينِ الحق لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدين كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ المشركون} [الآية: 9] .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015