وكان الأصل في الجملة الحالية أن تكون خالية من الواو، لأنّها كالنعت مع المنعوت به، وأن يكون الربط بين الجملة الحالية وصاحبها ضميراً فيها يعود عليه.

ولكن قد تكون الجملة الحاليّة خاليةً من هذا الضمير الرابط، مثل: "صلَّى المتهجّد -الناسُ نَائمون" إذا أُريد أن تكون جملة "الناسُ نائمون" جملةً حاليَّة. أو يكون هذا الضمير الرابط صدر الجملة الحالية، مثل: "سافر خالد - هو صائم" إذا أريد أن تكون جملة "هو صائم" حاليّة. إلاَّ أنّ مثل هذين التعبيرين لا دليل فيهما على أنّ جملة كلّ منهما جملة حاليّة، فجاء في اللّغة العربية اختيار حرف "الواو" التي تستعمل في العطف، رابطاً يدلُّ على أنّ الجملة حالية، سواء قلنا بتجريد هذه الواو من معنى العطف، أو قلنا بأنّ معنى العطف ما زال باقياً يجمع الصفة التي دلَّتْ عليها الحال مع الصفة المسندة إلى صاحب الحال التي دلّ عليها الْمُسْنَدُ فِعلاً كان أو غيره، وقد أُضيف إلى معنى الجمع بين الوصفين معنى الحاليّة.

ودعت ذَوْقِيَّةٌ جماليَّةٌ وفكريَّةٌ في الجمل الحاليّة أن تجب واو الحال في بعضها، وأن تَمْتَنِعَ في بَعْضِها، وأن يجوز ذكرها وتركها في بعضها.

* فتجب واو الحال في ثلاث صور.

* وتمتَنِعُ في سبْع صُور.

* ويجوز ذكرها وتركها فيما سوى ذلك.

على ما فصله النحويّون في باب الحال، وذكره البلاغيّون في باب "الفصل والوصل" استكمالاً لذكر أحوال "الواو" في الْجُمَل وجوداً وعدماً، على اعتبار أنّ "واو" الحال تدخل في عموم الواو العاطفة، إلاَّ أنني رأيت إحالة أمر هذه الواو على مقرّره النحاة بشأنها.

وممّا سبق ظهر لنا أنّ الجمل التي لها محلُّ من الإِعراب هي بمثابة المفرد،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015