دهْناً نباتيّاً: هو المقصور عليه، وهو المعطوف بكلمة "بل".
دُهْنَا حَيَوانيّاً: هو المقصور عنه. وهو المعطوف عليه.
الأكْل المفهوم من "لا تأكل": هو المقصور.
أي: ليكن أَكْلُكَ بالنسبة إلى الأدهان مقصوراً على الدهن النباتي، ومبتعداً عن الدهن الحيواني.
وهذا قصر إضافيٌّ من قصر الصفة على الموصوف، إذ الموصوف هنا مطلق "الدُّهن" والصفة كونه دهناً نباتيّاً، والوصيةُ توجّه أن يكون المأكول من الأدهان الدّهن النباتي.
وفي قولنا: "المرجان حيوانٌ بَحْرِيٌّ بل نبات بحري".
نبات بحري: هو المقصور عليه، وهو "صفة".
المرجان: هو المقصور، وهو "موصوف".
حيوان بحري: هو المقصور عنه، وهو "صفة".
القصر في هذا المثال قصر إضافي، من قصر الموصوف على الصفة، إذ لا تقتصر صفات المرجان على كونه نباتاً بحريّاً.
(3) وأمّا كلمة "لكِنْ" العاطفة، فهي للاستدراك بعد النفي، وللعطف بها ثلاثة شروط:
الأوّل: أن يكون المعطوف بها مفرداً، أي: غير جملة.
الثاني: أن تكون مسبوقة بنفي أو نهي.
الثالث: أن لا تقترن بالواو.
والعطف بكلمة "لكن" يفيد القصر، وحالها كحال "بل" فالمقصور عليه بها هو ما بعدها المعطوف بها، ويصلح هنا مثال: "لا تأكُلْ دُهْناً حيَوانيّاً لكن دُهْناً نباتيّاً" بوضع كلمة "لكِنْ" بدل كلمة "بل" ويكون الشرح هناك هو الشرح هنا.
وفي قولنا: "مَا طلعَ الْفَجْرُ الصّادقُ لَكِنِ الفجر الكاذب".
الفجر الكاذب: هو المقصورُ عليه، وهو "موصوف".
الفجر الصادق: هو المقصورُ عنه.
الطلوع الخاص: هو المقصور، وهو "صفة".
القصر في هذا المثال قصر إضافي من قصر الصفة على الموصوف، إذ لا يقتصر الطلوع على الفجر.
***
الطريق الرابع: أن يكون القصر بدلالات في الكلام تفهم من:
(1) تقديم ما حقُّهُ التأخير في الجملة.
(2) إضافة ضمير الفصل.
(3) تعريف طرفي الإِسناد في الجملة.
والشرح فيما يلي:
أولاً: تقديم ما حقُّهُ التأخير في الجملة.
سبق في مبحث "التقديم والتأخير" بيان مراتب عناصر الجملة في اللّسان العربي، وأنّ تقديم ما حقُّه التأخير يكون لأغراضٍ ودواعي بلاغيّةٍ معنوية، أو جماليّة لفظيّة، وبلغت الدواعي البلاغيّة لتقديم المسند إليه على المسند "اثني عشر داعياً" وبلغت دواعي تقديم المسند إذا كان الأصل في التأخير في الجملة "أربعة دواعي خاصة" مع دواعي أخرى يمكن أن تستفاد من تقديم المسند إليه، وبلغت دواعي تقديم متعلقات الفعل عن مراتبها. "ثمانية دواعي" وقد سبق شرحها وعرض أمثلتها.