القسم الثاني: الإِضمار في مقام الإِظهار.

ويلاحظ هذا القسم في موضعين:

الموضع الأول: ضمير الشأن أو القصّة، وهو ضمير الغائب الذي يقع قبل الجملة، ويسَمَّى ضمير الشأن إذا كان مذكّراً، وضمير القصة إذا كان مؤنَّثاً، ويعود كلُّ منهما إلى ما في الذهن من شأنٍ أو قصة، وذلك هو مضمون الجملة التي بعده.

وضمير الشأن أو القصة لا يحتاج إلى ظاهر يعود عليه، ولا يفسَّرُ إلاَّ بجملة.

ويُستعملُ ضمير الشأن أو القصة في مقام الاسم الظاهر في الأمر الذي يُرادُ فيه التعظيم والتفخيم، أو التهويل، أو الاستهجان، أو نحو ذلك.

ولهذا الضمير أربعة أحوال:

(1) أنْ يكون بارزاً متّصلاً، في باب "إنَّ" مثل قول الله عزّ وجلّ في سورة (يوسف/ 12 مصحف/ 53 نزول) حكاية لمقالة يوسف عليه السلام لإِخوته:

{إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَِصْبِرْ فَإِنَّ الله لاَ يُضِيعُ أَجْرَ المحسنين} [الآية: 90] .

أي: إنّ الشأنَ العظيم الّذِي يَعْظُمُ لدى أُولي الألباب هو "مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِر ... ".

(2) أن يكون بارزاً مُنْفَصلاً، إذا كان عامله معنويّاً، أي: إذَا كان مبتدأً، مثل قول الله عزَّ وجلَّ:

{قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ} [الآية: 1] .

أي: قل: الشأنُ العظيم الجليل الذي يجب أن يَهْتَمَّ بِه كُلُّ ذي فكر اللهُ أَحَدٌ ... .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015