{إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ الله إِذْ أَخْرَجَهُ الذين كَفَرُواْ ثَانِيَ اثنين إِذْ هُمَا فِي الغار ... } [الآية: 40] .
إنَّه لم يسبق ذكر للفظ "الغار" لكن سبق العلم به، فهو معهودٌ ذهناً، فالاّم المعرّفة هنا هي للعهد الذهني " = العهد العلمي".
* وقول الله عز وجلّ في سورة (الفتح/ 48 مصحف/ 111 نزول) :
{*لَّقَدْ رَضِيَ الله عَنِ المؤمنين إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشجرة فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأنزَلَ السكينة عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحاً قَرِيباً} [الآية: 18] .
فالشجرة مَعْهُودَةٌ ذِهْناً، دون أن يسبق في النصّ لها ذكر.
ومن أمثلة المعهود ذهناً بحقيقته ضمن فرد مبهم غير معين بشخصه ما يلي:
* ما جاء في قول الله عزّ وجلّ في سور (يوسف/ 12 مصحف/ 53 نزول) حكايةً لمقالة يعقوب لبنيه بشأن يوسف عليهما السلام.
{قَالَ إِنِّي ليحزنني أَن تَذْهَبُواْ بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْكُلَهُ الذئب وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ} [الآية: 13] .
لفظ "الذئب" يطلق على أيّ ذئب فمعناه كمعنى النكرة، فماذا فعلَتْ اللام المعرّفة فيه؟ قالوا: عرَّفَتْ الحقيقة الملاحظة في الذهن، ولم تُعَرِّفْ ذِئباً معيّناً بشخصه، وهذه الحقيقة الذهنية الواحدة تنطبق على ذئبٍ ما أيّ ذئب.
* ومنه قول عُمَيرة بن جابر الحنفي:
وَلَقَد أَمُرُّ علَى اللَّئِيمِ يَسُبُّنِي ... فَمَضَيْتُ ثَمَّتِ قُلْتُ: لاَ يَعْنِينِي
فتعريف لفظ "اللئيم" تعريف للحقيقة الملاحظة في الذهن كما قالوا.