فتنزّل موسى عليه السلام إلى مستوى إدْراك فرعون، فقال له ولِمَلَئِه: رَبُّ الْمَشْرِقِ والْمَغْرِب وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ.

أي: هو المتَصَرِّفُ بعمليّات الْخَلْق والتَّدْبِيرِ في هذِهِ الأَرْضِ من مَشْرِقِهَا إلَى مَغْرِبها، ومن ذلك حدود سلطانك في مصر يا فرعون.

عندئذٍ اسْتكْبَر فرعونُ حِينَ فهم مراد موسَى عليه السلام، فقال له: {لَئِنِ اتخذت إلاها غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنَ المسجونين} [الآية: 29] .

أي: لَئِنْ اتَّخَذْتَ مَعْبُوداً غَيْرِي.

الأمر الثاني: بَيَانُ حقيقةِ الْمُسَمَّى، مثل:

* ما الْحَسَد؟. وجوابُه مثلاً: تَمَنِّي زَوالِ النعمة عن المحسود.

* ما الكِبْرُ؟. وجوابُه: "بَطَرُ الْحَقِّ وَغْمْطُ النّاس".

الأمر الثالث: بيان صفات المسؤول عنه وأحواله الخاصة أو العامة، مثل:

* {وَمَا تِلْكَ بِيَمِينِكَ ياموسى * قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا على غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أخرى} [الآيات: 17 - 18] [طه/ 20 مصحف/ 45 نزول) .

* أَنْ تَقُولَ لقادم عليكَ وأنت لا تعرف صفاته: مَا أَنْت؟

* قول المتنبّي في مَدْح سيف الدولة:

لَيْتَ الْمَدَائِحَ تَسْتَوْفِي مَنَاقِبَهُ ... فَمَا كُلَيْبٌ وَأَهْلُ الأَعْصُرِ الأُوَلِ؟

أي: فَمَا صفاتُ كُلَيْب بجانبِ صفاتِهِ، وكان العربُ يقولون: أعزُّ من كليب بن وائل. ومَا صفاتُ الملُوكِ الأوّلين بجانب صفاته ومناقبه، ومرادُه التعظيم من مناقبه وصفاته، والتقليل من صفات السّابقين من سادَة العرب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015