(5) قول الشاعر:

انْظُرَا قَبْلَ تَلُومَانِي إِلَى ... طَلَلٍ بَيْنَ النَّقَا والْمُنْحَنَى

فحَذَفَ "أن" النّاصبة لفعل "تَلُومَاني" وأبْقَى النّصْبَ في الفعل، إذْ حذف النون.

الطَّلَل: مابقيَ من آثار الدّيار.

النَّقَا - والْمُنْحَنَى: اسْمانِ لِمَوْضِعَيْن.

(6) قول الشاعر:

وَمَا نُبَالِي إِذَا مَا كُنتِ جارَتَنا ... أَلاَّ يُجَاوِرَنَا إلاَّكِ دَبَّارُ

فجاء بالضمير المتّصل بعد "إلاَّ" والأصل أن يقول: إلاَّ إِيّاك، ولكن خالف القاعدة لضرورة الشّعر.

***

ثالثاً:

شرح العيب الثالث: "التعقيد اللفظي" ويكون بجعل الكلمات في جملة الكلام مرتَّبةً على غير الترتيب الذي يقتضيه نظام الكلام وتأليفُه في اللّسان العربيّ.

كتقديم الصفة على الموصوف، والصلة على الموصول، وكالتشتيت في الروابط بين عناصر الجملة الواحدة، أو بين عناصر الْجُمَل في الكلام الواحد.

وهذا العيب أشدّ نكارةً وبعداً عن فصيح الكلام من عيب "ضَعْفِ التَّأْليف" ولا يُغْني عن ذكره وبيانه ذكْرُ عيْبِ "ضَعْفِ التَّأْليف" وَإِنْ كان الصنفان يلتقيان في كون كُلٍّ منهما يخالِفُ نظام الكلام في اللّسان العربيّ، لأنّ ضعْف التأليف قلّما يؤدي إلى ما يُسِيءُ في الدلالة، بل هو مُجرَّد خروجٍ عن المشهور من فصِيحِ كلامِ العرب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015