أَقِلْ: فعل من الإِقالَةِ. أَنِلْ: من الإِنالَة وهي العطاء. أقْطِعْ: من الإِقْطاعِ بمَنْح الأرض. احْمِلْ: من قولهم: حملتُهُ على فَرَسٍ. عَلِّ: من التَّعْلِيَةِ وَالرَّفْعِ. سَلِّ: من التَّسْلِية والترويح عن النفس. أَعِدْ: من الإِعادة، أي: في العَطاء. زِدْ: من الزّيادة في العطاء الثاني. هِشَّ: من قولهم: هَشَشْتُ إلى كذا أهِشُّ. بِشَّ: من البشاشة وهي طلاقة الوجه. تَفَضَّلَ: من الإِفْضَالِ وهو عطاء الفضل. أَدْنِ: من الإِدناء وهو التقريب. سُرَّ: أي: افعلْ ما يَسُرُّ. صِلِ: من الصِّلَةِ، وهي العطيَّة.
وهذا أشبَهُ بمنْظوماتِ مُتُونِ الْعِلْم، وعلّتُه تَكَرُّرُ أفعالِ فيه دون حرف عطف بينَها، فزاده ثقلاً.
(4) ومن الأمْثِلَةِ أيضاً، قول أبي الطيّب المتنبّي، في قَصِيدَة يَمْدَحُ فيها عُبَيْدَ الله بْنَ خراسان الطرابلسيّ:
دَانٍ بَعيدٍ مُحِبِّ مُبْغِضٍ بَهِجٍ ... أَغَرَّ حُلْوٍ مُمِرًّ لَيِّنٍ شَرِسِ
شَرِس: الشَّرسُ في اللّغة الْعَسِرُ السَّيْىءُ الْخُلُق، ويريد أنَّه عَسِرٌ غير ليّن بالنسبة إلى الأعداء في الحرب.
بعض هذه الصفات يُعامل بها أولياءَه، وأضدادها يعامل بها أعداءه.
وعلّته إيراد صفاتٍ متعدّدات على نَسَقٍ واحدٍ.
(5) ومن الأمثلة أيضاً، قول أبي تمّام يصِفُ مَمْدُوحَهُ:
كَأَنَّهُ في اجْتِمَاعِ الرُّوحِ فِيهِ لَهُ ... فِي كلِّ جارحَةٍ في جِسْمِهِ رُوحُ
أي: هو يقظ دواماً بكلّ جوارحه.
وعِلَّتُه تَعَاقُبُ الأَدواتِ فيه.
ونظيره قول أبي الطيب المتنبّي يصفُ فرساً:
وتُسْعِدُنِي فِي غَمْرَةٍ بَعْدَ غَمْرَةٍ ... سَبُوحٌ لَهَا مِنْهَا عَلَيْهَا شواهد