فلنبحثْ بشيءٍ من التفصيل في:
(1) براعة الاستهلال.
(2) وحُسُنِ التخلّص.
(3) وبراعة الختام.
أمّا براعة الاستهلال:
فتكونُ بالبدء بما يكون فيه إلماحٌ إلى المقصود الأول من النّص الأدبي، وإبداعٌ يَجْذبُ الانتباه، ويأسِرُ المتلَقِّي سامعاً أو قارئاً، مع حُسْنِ سَبْكٍ، وعذوبة لفظٍ، وصحَّةِ معنىً، ومن البديع في البدء ذكْرُ مُجْمل الموضوع أو مجمل القصة قبل التفصيل ومنه إجمال قصة أهل الكهف قبل تفصيلها في سورة (الكهف) :
وينبغي للمتكلم أن يجتنب في بدء كلامه المواجهة بما يسوء، أو بما يُتَطَيَّر به، أو بما يُسْتكْرَهُ لفظُه أو معناه.
فإذا لم يكُنْ في البدء إلماحٌ إلى المقصُودِ الأول الذي قد يُخَصُّ بعنوان "براعة الاستهلال" فلا أقلَّ من مراعاة الصفات الأخرى.
* ومن أمثلة البدايات الحسنة ما يلي:
1- قولُ امرئ القيس في أوَّل معلقته:
قِفَا نَبْكِ مِنْ ذِكْرَى حَبِيبٍ ومَنْزِلِ ... بِسِقْطِ اللِّوَى بَيْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ
قالوا: إنّه في هذه البداية البارعة وقَفَ واسْتَوْقَف، وبَكَى واستَبْكَى، وذكَرَ الحبيبَ ومَنْزِلَهُ فِي مِصْراعٍ واحِد.
2- وقول النابغة الْجَعْدِي (شاعر مخضرم أدرك الجاهلية والإِسلام. وفَدَ مَعَ قومه على الرسول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة تسع للهجرة مسلمين، وكان سيّداً فيهم، وأنْشَدَ الرَّسُولَ شعراً فأُعْجِبَ به) :
كِلِيِني لِهَمٍّ يَا أُمَيْمَةُ نَاصِبِ ... ولَيْلٍ أُقَاسِيهِ بَطِئِ الْكَواكِب