النوع السادس: "التعميم":

وهو أن يكون المعنى الِّذِي استفيد من كلام السابق أعمَّ وأشمل، ومنه على ما ذكروا قول جرير، وهو السابق:

إِذا غَضِبَتْ عَلَيْكَ بَنُو تَمِيمٍ ... وَجَدْتَ النَّاسَ كُلَّهُمُ غِضَاباً

أخَذَ أبو نواس هذا المعنى واستفادَ منه معنىً عامّاً شاملاً، فقال للرشيد يَسْتَعْطِفُه لمَّا سَجَن الفضل البرمكيّ:

وَلَيْسَ عَلَى اللَّهِ بمُسْتَنكَرٍ ... أنْ يَجْمَعَ العَالَمَ فِي وَاحِدِ

وقد أجاد أبو نواس في هذه الاستفادة، وهي استفادة ذكيّة بارعة.

***

النوع السابع: "القلب":

وهو أن يَنْظُر الآخِذُ ممن سبقه في معنى كلامه ويستفيدَ نقيضه أو ضدّه، ومن هذا النوع على ما ذكروا قول أبي الشّيص:

أَجِدُ المَلاَمَةَ فِي هَوَاكَ لَذِيدَةً ... حُبّاً لِذِكْرِكَ فَليَلُمْنِي اللُّوَّمُ

نظر في هذا المتنبّي فقلَبَهُ واستفاد المعنى المضادّ تماماً فقال:

أَأُحِبُّهُ وأُحِبُّ فِيهِ مَلاَمَةً؟! ... إِنَّ الْمَلاَمَةَ فِيهِ مِنْ أَعْدَائِهِ

أي: كيْفَ أُحِبُّ فيه الملامَة وأنَا أُحِبُّهُ، والمَلاَمَةَ فيه هي من أعدائه؟! هذه أمُورٌ لاَ تجتمع، لتناقضها أو تضادها.

المتنبيّ ضَمَّنَ كلامه الاعتراض على أبي الشّيص.

***

النوع الثامن: "الالْتقاطُ والإِضافة":

وهو أن يأخُذَ المستفيدُ بعض المعنى الذي سبَقَ إليه غَيْرُه ويُضيف إليه زيادة

طور بواسطة نورين ميديا © 2015