أوّلاً:

فمن جهة بناء كلمات السجعتين واتّفاقها في الوزن والحرف الأخير منها أو عدمه ظهرت لهم ثلاثة أقسام:

القسم الأوّل: "التَّرصِيع" ويقال فيه: "السَّجْعُ المرصَّع".

وهو أن تكون الألفاظ المتقابلة في السَّجْعَتَيْن متفقةً في أوزانها وفي أعْجَازِها، "أي: في الحرف الأخير من كلّ متقابلين فيها" مثل ما يلي:

(1) قول الله عزّ وجلّ في سورة (الغاشية/ 88 مصحف/ 68 نزول) :

{إِنَّ إِلَيْنَآ إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ} [الآيات: 25 - 26] .

فالتقابُلُ في كَلِمَاتِ الفقرتين يُلاحَظُ فيه الاتفاق في الأوزان وفي الحرف الأخير.

إنّ - إِلَيْنَا - إِيَابَهُمْ - ثم.

إنَّ - عَلَيْنَا - حِسَابَهُمْ.

أمّا كلمة "ثُمَّ" فهي بمثابة المشترك بين الفقرتين.

(2) قول الحريري:

"فَهُوَ يَطْبَعُ الأَسْجَاعَ بِجَوَاهِرِ لَفْظِهْ، ويَقْرَعُ الأَسْمَاعَ بِزَوَاجِرِ وَعْظِهْ".

التقابل في كلمات هَاتين الفِقْرتَيْن تقابُلُ اتّفاقِ في الأوزان وفي الحرف الأخير:

فهو: يَطْبَعُ - الأَسْجَاعَ - بِجَواهِرِ - لَفْظِهْ.

و: يَقْرَع - الأَسْمَاعَ - بزَواجرِ - وَعْظِهْ.

ويُلاَحَظُ فيهما مع التَّرْصِيع، تصَنُّع الجناس الناقص.

القسم الثاني: "المتوازي" ويقال فيه: "السَّجْع المتوازي".

طور بواسطة نورين ميديا © 2015