(ب) أضرب الخبر:

أحوال المخاطب الذي يلقى إليه الخبر فوجدوا أنها ثلاثة

علمت أن الخبر هو: ما يحتمل الصدق والكذب لذاته، فهو مظنة التكذيب، وقد نظر البلاغيون إلى أحوال المخاطب الذي يلقى إليه الخبر فوجدوا أنها ثلاثة:

1 - خلو الذهن. ... 2 - التردد. ... 3 - الإنكار.

لأن المخاطب إما أن يكون خالي الذهن من هذا الخبر، ولم يكن عنده سابق فكرة عنه ولا انشغال لخاطره به، وإما أن يكون متردداً في قبول هذا الخبر ورفضه، وإما أن يكون منكراً له رافضاً لقبوله، وتتراوح حال الإنكار والرفض عنده بين القوة والضعف.

وخالي الذهن من الخبر، لا يحتاج إلى تأكيد، بل يلقى إليه الكلام خالياً من التأكيد، لأنه يصادف ذهناً خالياً، فيتمكن منه بمجرد وصوله إليه:

والمتردد في الخبر: عند شك فيه، فهو طالب لنوع من التأكيد يزيل به تردد، فيلقى إليه الخبر مؤكداً بمؤكد واحد فقط.

والمنكر: يحتاج إلى تأكيد أقوى من تأكيد المتردد، وهذا التأكيد يكون على حسب الإنكار قوة وضعفا، فيلقى إليه الخبر بأكثر من تأكيد واحد، أي بتأكيدين أو أكثر على حسب إنكاره في القوة والضعف.

أضرب الخبر ثلاثة

ولهذا وجد البلاغيون أن أضرب الخبر ثلاثة:

الأول: الابتدائي: وهو ما يلقى إلى خالي الذهن

الأول: الابتدائي: وهو ما يلقى إلى خالي الذهن من الحكم بأحد طرفي الخبر على الآخر، ومن التردد فيه، وهذا الضرب لا يحتاج إلى تأكيد، لأنه - كما علمت- يلقى إلى خالي الذهن، إذ يصادف ذهناً خالياً فيتمكن منه عند وصوله إليه، وذلك كقولك: نجح محمد، ومحمد ناجح، وكقوله تعالى: {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [الكهف: 46].

وإنما سمى هذا الضرب ابتدائياً، لأنه يلقى إلى المخاطب ابتداءً دون سابق علم للمخاطب به.

والثاني: الطلبي: وهو ما يلقى إلى المتردد في قبول الخبر ورفضه.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015