والتعريض في اللغة: خلاف التصريح.
واصطلاحاً: إمالة الكلام إلى عرض يدل على المقصود، أي: توجيه الكلام إلى جانب يفهم منه المعني المراد.
نقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده" إذ قصد منه مشخص معين، كان من قبيل التعريض، لأن معناه: حصر الإسلام في غير المؤذى، ويلزمه: نفى الإسلام عن كل مؤذ، وهو المعنى الكنائى، وبالتعريض تستطيع النيل من الخصم والتنديد به، بما لا يخرج عن حدود الأدب، ولا يجعل له عليك سبيلاً، وتلك ميزة عظيمة للتعريض، فالتعريض إذن ليس من قبيل الحقيقة، ولا من قبيل المجاز، ولا من قبيل الكناية، لأن الحقيقة هي اللفظ المستعمل في معناه الأصلي، والمجاز هو: اللفظ المستعمل في لازم معناه فقط، والكناية: هي اللفظ المستعمل في اللازم ح جواز إرادة الأهل.
والتعريض: هو أن تفهم من اللفظ معنى بالسياق أو القرائن.
وأما التلويح: فهو كناية كثرت فيها الوسائط بين اللازم والملزوم.
وأما الرمز: فهر كناية عدمت فيها الوسائط أو قلت مع خفاء اللزوم، وأما الإيماء أو الإشارة: فهو كناية عدمت وسائطها، أو قلت مع وضوح اللزوم.
أجمع البلاغيون على أن المجاز أبلغ من الحقيقة، وأن الكناية أبلغ من التصريح، وأن الاستعارة أبلغ من التشبيه ومن الحجاز المرسل والكناية.
والسر في أن المجاز أبلغ من الحقيقة، وأن الكناية أبلغ من التصريح هو: أن كلا عن المجاز والكناية كدعوى الشيء ببينة.
وذلك لأنك هين تقول - مثلاً - في الاستعارة: "رأيت أسداً يمتطي صهوة جواده" إنما تريد أن تقول: رأيت رجلاً شجاعا يمتطى صهوة جواده، وهذه دعوى قام عليها دليلها وهو: إثبات معنى الأسد له، لأنه يلزم من كونه أسداً أن يكون شجاعاً للزوم الشجاعة للأسد.