الرأي الثاني: أن المبالغة مردودة مطلقًا؛ لأن في الحقائق متسعًا لمن يريد القول ولأن أعذب الشعر- في رأيهم- أصدقه؛ كما يقول حسان بن ثابت- رضي الله عنه-:
وإنما الشعر لب المرء يعرضه ... على المجالس إن كيسًا وإن حمقا
وإن أشعر بيت أنت قائله ... بيت يقال- إذا أنشدته-: صدقًا!
والرأي الثالث: أن المبالغة: إن كانت تبليغًا أو إغراقًا فهي مقبولة؛ وإن كانت غلوًا فإن جاءت بلفظ يقربها من الصحة والإمكان بأن جاءت متضمنة تخييلًا حسنًا أو جاءت في معرض الهزل والخلاعة فهي مقبولة- أيضًا- وإن لم تتضمن شيئًا مما ذكر فهي مردودة.
* * *