ثانيًا: مواضع الوصل

يجب الوصل في ثلاثة مواضع:

(1) أن يكون بين الجملتين كمال الانقطاع مع الإبهام، وذلك بأن تكون إحداهما خبرية والأخرى إنشائية،

(1) أن يكون بين الجملتين كمال الانقطاع مع الإبهام، وذلك بأن تكون إحداهما خبرية والأخرى إنشائية، لكن لو فصل بينهما لأوهم الفصل خلاف المقصود، نحو: (لا، وبارك الله فيك) تجيب بذلك على من قال: هل لك حاجة أساعدك في قضائها؟ (فلا) في هذا الموضع قائمة مقام جملة خبرية، إذ التقدير: (لا حاجة لي) وجملة: (بارك الله فيك) جملة إنشائية معنى خبرية لفظًا، والعبرة بالمعنى، ولو فصلت بين الجملتين فقلت: (لا بارك الله فيك) لتوهم السامع أنك تدعو عليه على حين أنك تقصد الدعاء له، ولهذا وجب الوصل وعدل عن الفصل.

وفيه ما روى أن أبا بكر -رضي الله عنه- مر برجل في يده ثوب، فقال له: أتبيع الثوب؟ فقال الرجل: (لا، يرحمك الله) فقال له أبو بكر: لا تقل هذا، وقل: (لا، ويرحمك الله).

(2) أن تكون الجملتان متفقتين خبرا أو إنشاء، لفظا ومعنى فقط، وكان بينهما تام في المعنى،

(2) أن تكون الجملتان متفقتين خبرًا أو إنشاء، لفظًا ومعنى فقط، وكان بينهما تام في المعنى، وليس هناك سبب يقتضي الفصل بينهما.

فمثال الخبريتين لفظً ومعنىً، قوله تعالى: {إِنَّ الأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ (13) وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ} [الانفطار: 13، 14].

ومثال الإنشائيتين لفظًا ومعنى قوله تعالى: {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ} [الشورى: 15] وقوله تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً} [النساء: 36].

ومثال المتفقتين خبرًا معني فقط قوله تعالى: {إِنِّي أُشْهِدُ اللَّهَ وَاشْهَدُوا أَنِّي بَرِيءٌ مِمَّا تُشْرِكُونَ} [هود: 54] أي: إني أشهد الله، وأشهدكم، فتكون الجملة الأولى وهي: {أُشْهِدُ اللَّهَ} خبرية لفظًا ومعنى، والجملة الثانية: {وَاشْهَدُوا} خبرية معنى، إنشائية لفظًا.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015