كم عمة لك يا جرير وخالة ... فدعاء قد خليت على عشارى؟
على رواية من نصب (عمة)؛ وعلى رواية الرفع (عمةٌ) تحتمل الخبرية الاستفهامية؛ وعلى رواية الجر (عمة) تتعين للخبرية.
هـ- (كيف): وهي للسؤال عن الحال؛ فتقول: (كيف محمد؟ ) أي على أي حال هو؟ فيقال: صحيح، أو سقيم، أو مغتبط، أو حزين؛ وتقول: كيف جاء إليك علاء؟ فيكون الجواب: راكبًا، أو ماشيًا، أو نحو ذلك.
و- (أين): وهي للسؤال عن المكان؛ فتقول: (أين كنت؟ ) وتكون الإجابة: (في المنزل) أو (في المسجد) أو (في الحديقة) -مثلاً-.
ز- (أني): وتستعمل بمعنى (كيف)؛ كما في قول الله تعالى: {أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ} [آل عمران: 47] وقول تعالى: {أَنَّى يُحْيِي هَذِهِ اللَّهُ بَعْدَ مَوْتِهَا} [البقرة: 259]؛ وتارة أخرى بمعنى: (من أين)؛ كما في قوله تعالى: {أَنَّى لَكِ هَذَا} [آل عمران: 37] بدليل قولها بعد ذلك: {هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ}.
ح- (متى وأيان): وهما للسؤال عن الزمان؛ فإذا قيل لك: (متى جئت؟ ) أو (أيان جئت؟ ) قلت: (يوم الجمعة) أو يوم الخميس أو (شهر كذا) أو (سنة كذا) وعن علي بن عيسى الربعي: أن (أيان) تستعمل في مواضع التفخيم؛ كما في قول الله تعالى: {يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ} [القيامة: 6] وقوله تعالى: {يَسْأَلُونَ أَيَّانَ يَوْمُ الدِّينِ} [الذاريات: 12].
المعاني السابقة لأدوات الاستفهام؛ معان نحوية لا دخل للبلاغة فيها؛ وإنما ذكرت تمهيدًا لما سيأتي بعدها من معانٍ مجازية؛ وهي مقصد البليغ وموضع اهتمامه؛ فما هي تلك المعاني؟
1 - الاستبطاء: ودلالتها عليه من إطلاق اسم المسبب وإرادة السبب -على سبيل المجاز المرسل-؛ وذلك كقولك: (كم دعوتك؟ ) ومنه قوله تعالى: {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ} [البقرة: 214] فالاستفهام