فإن الناس ينهزمون منه ... وقد ثبتوا لأطراف العوالي
وأهم مصنفاته هو: كتاب "الصناعتين": الكتابة والشعر الذي اشتهر به، واقترن باسمه.
كتاب الصناعتين:
ذكر أبو هلال العسكري في مستهل كتابه هذا أن الذي دعاه إلى تصنيفه هو أنه وجد الإبانة عن حدود البلاغة وأقسام البيان والفصاحة مبثوثة في تضاعيف كتاب "البيان والتبيين" للجاحظ، ضالة بين أمثلته، ولا توجد إلا بالتأمل الطويل والتصفح الكثير مع أنه أكبر الكتب المؤلفة في علم البلاغة وأشهرها، فرأى أن يصنف كتابه هذا، مشتملاً على جميع ما يحتاج إليه في صنعة الكلام نثره ونظمه من غير تقصير وإخلال، وإسهاب وإهذار.
ولعل السر في تسميته بالصناعتين: أنه وجد لخالد أبي أحمد العسكري كتاباً بعنوان "صناعة الشعر" فألهمه ذلك أن يصنف كتاباً، لا في صناعة الشعر فحسب، ولا في صناعة النثر فحسب، بل في "الصناعتين" معاً: الشعر والنثر على حد سواء.
وقد رسم أبو هلال - في مقدمة كتابه - المنهج الذي سار عليه في دراسته لصناعتي الشعر والنثر، فبين أن الكتاب عشرة أبواب اشتملت على ثلاثة وخمسين فصلاً.
فالباب الأول: في الإبانة عن موضوع البلاغة وحدودها وما جاء فيها من أقوال العلماء.
والباب الثاني: في تمييز الكلام، جيده من رديئه، ومحموده من مذمومه.
والباب الثالث: في معرفة صنعة الكلام وترتيب الألفاظ.
والباب الرابع: في البيان عن حسن السبك وجودة الرصف.
والباب الخامس: في الإيجاز والإطناب.
والباب السادس: في حسن الأخذ وقبحه وجودته ورداءته.