أما إذا ذكر وجه الشبه؛ فإنه يسمى بالتشبيه المفصل، وتعريفه هو ما ذكر فيه وجه الشبه، كقولنا مثلًا: وجهه كالبدر حسنًا، وخده كالورد حمرة، وشعره كالليل سوادًا، وطبعًا منه قول ابن الرومي:
يا شبيه البدر في الحسن وفي بعد المنال ... جُُد فقد تنفجر الصخرة بالماء الزلال
ومنه أيضًا قول أبي بكر الخالدي:
يا شبيه البدر حسنًا وضياء ومنالًا ... وشبيه الغصن لينًا وقوامًا واعتدالًا
أنت مثل الورد لونًا ونسيمًا وبلالًا ... زارنا حتى إذا ما سرَّنا بالقرب زال
هكذا تذكر وجوه الشبه في هذه الأبيات جميعًا على هذا النحو، فمعنى ذلك: أن هذا من قبيل التشبيه المفصل، لو كان المذكور وصفًا يستلزم وجه الشبه كقولنا مثلًا كلام كالعسل في الحلاوة، فليست الحلاوة هي وجه الشبه الحقيقي، ولكن الوجه الحقيقي هو ميل النفس وشعورها باللذة، وهو لازم من لوازم الوجه المذكورة، وهو الحلاوة؛ فاستغني بذكر الملزوم عن اللازم مجازًا.
كذلك قولهم حجة كالشمس في الظهور، فالوجه الحقيقي هو إزالة المطلق حجاب، فيشمل حجاب الليل الذي يمنع إدراك المبصرات، وحجاب الشبهة التي تمنع إدراك المعقولات، وهذا الوجه من لوازم الوجه المذكور، وهو الظهور فاستغني به عنه تسامحًا، أو مجازًا، فطالما ذكر الوجه أو ما يستلزم هذا الوجه، فهو من قبيل التشبيه المفصل الذي ذكر فيه وجه الشبه.