البيت الثاني فيه تشبيه بعيد يقول فيه الشاعر:
يكاد يحكيك صوب الغيث منسكبًا ... لو كان طلق المحيا يمطر الذهب
هذا التشبيه البعيد إنما كان هكذا غريبًا وبعيدًا؛ لأنه أتى بأسلوب شرط ميز فيه كرم الممدوح عن الغيث، يقول: يكاد يحكيك يعني: يشبهك.
يكاد يحكيك صوب الغيث منسكبا ... ..................................
جعل كرمه أو عطاؤه هو المشبه، وصوب الغيث هو المشبه به يعني: تشبيه مقلوب لذلك كانت فيه مبالغة، وكان فيه شرط
................................ ... لو كان طلق المحيا يمطر الذهب
فهذا البُعد جاء من أسلوب الشرط الذي احتواه هذا البيت، كما جاء كذلك من التشبيه المقلوب، حينما جعل المشبه مشبهًا به والمشبه به مشبه، نجد البيت الثالث يقول فيه الشاعر:
إن السحاب لتستحيي إذا نظرت ... إلى نداك فقاسته بما فيها
هذا تشبيه ضمني، حيث فُهم التشبيه من خلال فحوى الكلام، فيه يشبه الشاعر الممدوح بالسحاب، ولُمح فيه الطرفان من المعنى وبما تضمنه السياق، ودون ما تصريح في المشبه أو المشبه به.
البيت الرابع الذي يقول فيه الشاعر:
وكنت إذا كفٌّ أتتك عديمةً ... ترجِّي نوالًا من سحابك بُلَّتي
فيه مجاز مرسل، هذا علاقته الجزئية حيث عبر بالكفِّ "وكنت إذا كف أتتك"، وأراد بهذا الكف الإنسان المعدم، فما أن مُدَّت إلى الممدوح إلا ونادت بالعطاء.
البيت التالي هو يقول فيه الفرزدق:
أبي أحمد الغيثين صعصعة الذي ... متى تخلف الجوزاء والدلو يمطر