أو ذئب قفر مجمع للختل ... أو تتفل راوغ كلب المشلي «1»
أو خزز وثّب خوف القتل ... أما تراها غاية في الجهل «2»
والشّؤم منها في ذوات الحجل ... وعرّة تصدع جمع الشّمل
فهي خلاف الفرس الهبلّ ... وكلّ طرف ذائل رفلّ
قد حذر النّاس أذاها قبلي ... وعدّدوا كلّ قتيل بغل
فقال أخوه ناقضا عليه، وهو في ذلك يقدّم البغلة على البغل، وهكذا هما عند الناس في جملة القول، فقال:
عليك بالبغلة دون البغل ... فإنّها جامعة للشّمل
مركب قاض وإمام عدل ... وتاجر وسيّد وكهل
وهاشميّ ذي بها وفضل ... تصلح في الوحل وغير الوحل
والسّقي والطّحن وحمل الرّجل ... وهي في المشي وتحت الرّحل
أوطا وأنجى من مطايا الإبل ... وكلّ جمّاز وذات رحل
وطول عمر غير قيل البطل ... تقدم في ذلك عير الأهل
والخيل والإبل وكلّ فحل ... قد قتل العصفور فرط الجهل
ولو درى كان قليل الشّغل ... بلذّة تسلمه للقتل
فدع مديحي وهجاء بغلي ... فلو ذممت القمر المجلّى
وجدت فيه بعض ما قد يقلي «3»
ولمّا تعاور أبا الخطّاب الأعمى «4» أبو دلف، وجعفر بن أبي زهير، وهما يتعصّبان لمعدان الأعمى، فقال: