لله من آياته هذا القمر ... والشمس والّليل وآيات أخر
إنّا أتيناك على بعد السّفر ... نقود خيلا ضمّرا فيها ضرر
نطعمها اللّحم إذا عزّ الشّجر ... والخيل في إطعامها اللّحم عسر
وقال الآخر:
وخيلك بالبحرين تعتلف النّوى ... وللتّمر خير من حشيش وأنفع
وقال بعض من يمدح البغل: البرذون إذا كان أسود قالوا:
أدهم، وكذلك الفرس. والحمار إذا كان أسود قالوا: أسود. وألحقوا البغل بالخيل، فقالوا: بغل أدهم.
وقال بعضهم: البغل يؤخّر سرجه كما يؤخّر الحمار، وموضع اللّبب من الخيل يكون قدّام، وإن ركب الغلام البغل عربا، ركب فيه على مركب الحمار، وهو مؤخّره، فإن ركب الخيل ركب المقاديم.
حدّثني بعض أهل العلم قال: قال شيخ من الملوك لعبد الله بن المقفّع: إن ابني فلانا يتكلّم بكلام لا نعرفه، فأحبّ أن تجالسه، فإن كان كلامه هذا من غريب كلام العرب، فهو على حال لم تخرج من هذه اللغة، وإن كان شيئا يبتدعه عالجناه بالتقويم. فأتاه ابن المقفّع، فسمعه يقول: يا غلامي أسرج لي برذوني الأسود. فقال: قل، أصلحك الله: البرذون الأدهم، وإيّاك أن تقول: الأسود. قال: لا أقول إلّا الأسود؛ لم؟ لأنه ليس بأسود؟ قال: بلى هو أسود، ولكن لا يقال له أسود. قال: فمكث ساعة، ثم قال: يا غلام أسرج لي حماري الأدهم. قال: قلت: لا تقل للحمار: أدهم، إنما يقال له:
أسود. قال: فقال لي: لم يقال له أسود؟ قلت: لأنه أسود. قال:
قد نهيتني أن أقول: برذون أسود، وهو أسود. قال: قلت له: هكذا تقول العرب. قال: إمّا أن تكون العرب أموق الخلق، وإما أن تكونوا