وهل كانت برد كسرى إلى وهرز، وباذام، وفيروز ابن الدّيلميّ، وإلى اليمن، وإلى المكعبر مرزبان الزارة، وإلى النّعمان بالحيرة، إلّا البغال؟ وهل وجدوا شيئا لذلك أصلح منها؟.
ومما ذكروا به شأن البغال في الشعر وغيره، قول الشاعر:
جعل ابن حزم حاجبين لبابه ... سبحان من جعل ابن حزم يحجب
وعجبت أن ركب ابن حزم بغلة ... وركوبه فوق المنابر أعجب
وقال أعشى همدان، في خالد بن عتّاب بن ورقاء «1» - وكنية خالد أبو سليمان، اكتنى بكنية خالد بن الوليد، فقال:
تمنّيني إمارتها تميم ... وما أمّي بأمّ بني تميم
وكان أبو سليمان خليلي ... ولكنّ الشّراك من الأديم
أنينا أصبهان فهزّلتنا ... وكنّا قبل ذلك في نعيم
أتذكرنا ومرّة إذ غزونا ... وأنت على بغيلك ذي الوشوم
ويركب رأسه في كلّ وهد ... ويعثر في الطّريق المستقيم
وليس عليك إلّا طيلسان ... نصيبيّ وإلّا سحق نيم «2»
وكان عكرمة بن ربعيّ التّيميّ، الذي يقال له «الفيّاض» ، يعجب ببغلة عنده، وكان على شرط الحجّاج، وكان لا يأتي الحجّاج في موكبه مع الأشراط والوجوه إلّا عليها، وفيها يقول عكرمة: