البغال (صفحة 58)

ويروى عن بعض العراقيّين، قال: كنت عند قاضي مصر، وهو يقول لبعض جلسائه: عندي جارية أطؤها منذ حين، وقد اعتراني شبق، وأنا على أن أشترى بغلة. قلت: وما تصنع ببغلة؟ قال:

أطؤها، وأصيب منها. فقلت في نفسي: هذا أمجن الناس وأحمقهم، يتكلّم بهذا وهو قاض؟! ثم حكيت ذلك عند رجل من أهل مصر، فقال: عافاك الله، ما منّا من أحد إلّا وعنده بغلات ينيكهنّ! فتعجّبت، فلما رأى إنكاري ذلك، فسّر لي معنى البغلة عندهم.

قالوا: وإذا عظمت المرأة، وعظم بطنها، قالوا: «ما هي إلّا بغلة» ، وما رأس فلان إلّا رأس بغل، وما أيره إلّا أير بغل، وما خلقه إلّا من أخلاق البغال.

والمثل السائر: «كأنه جاء برأس خاقان «1» » ، «ورأس الجالوت» «2» ، و «رأس الفاعوس «3» » ، و «رأس الكيتبة والقبيلة» .

فلذلك قال عمرو بن كلثوم:

برأس من بني جشم بن بكر ... ندقّ به السّهولة والحزونا

وقال أبو المهوّش الأسديّ «4» :

تراه يطوّف الآفاق حرصا ... ليأكل رأس لقمان بن عاد

ورأس بن أبي الرأس القائد، مشهور معروف.

ويقولون: «هذا على رأس الثّمام» .

طور بواسطة نورين ميديا © 2015