أنالها! فضحكوا جميعا من ظرفه، وخلّوا سبيله.
وممن قتلته البغال: زيد بن حلق الرّائض، وولد حلق معروفون عندنا بالبصرة.
وممن قتلت البغال: محمد بن سعيد بن حازم المازنيّ، وعمرو ابن هدّاب أحد عمومته، قتله بغل بتستر.
ومات المهلّب بن أبي صفرة على ظهر دابّته بالطّالقان «1» .
ومات إياس بن هبيرة العبشميّ صاحب الحمالة، على ظهر حمار.
ولم يمت على ظهر حمار كريم.
وكانت بغلة أعين المتطبّب تصرع، وكان أعين يصرع، فصرعا مرّة معا قبالة دور بني السّمهريّ، فقام رجال منهم فأدخلوه الدار، فنوّموه على فراش، ووكّلوا بالبغلة من أدخلها الإصطبل، فلمّا أفاق وفتح عينيه أنكر موضعه، فقالوا: إنما أنت في دار بني السّمهريّ، وهم إخوتك وأهلك. فقال: كيف أشكركم وأنتم أعدّ وأيسر؟ ولكن أعلّمكم بعض ما لا غنى بكم عنه: إذا أتى أحدكم الغائط فليمتسح بشقق القصب، فإنّه إن كان هناك شيء من هذه الأورام حلقه واستأصله على الأيام، وإن لم يكن هناك شيء لم تعرض له هذه العلّة ما دام يستعمل القصب. وإن خرجت على أحد منكم بثرة فلا يحكّها، وإن دغدغته ووجد فيها أكالا، فإنّ ذلك الحكّ ربّما أنفر ذلك المكان، وجذب إلى مكانه من الفاسد ما يصير به بثرة، فإن حكّ البثرة فربّما صارت خراجا.