عنده يوما على بغل فصرعه، وكسر سرجه، فركبه عريا، وانصرف إلى أهله، فقال:
أما والله يابن أبي سعيد ... جزاك الله شرّا من عميد
فلو في دار طلحة دقّ سرجي ... لأدّاني على سرج جديد
فبعث إليه طلحة بسرج.
وأما ربيعة بن أبي الصّلت «1» ، فقتله بغل على باب عبد الله بن عبّاس. ومن ولده كلدة بن ربيعة، وكان شريفا شاعرا.
وممّن قتلته بغلته، خالد بن عثمان بن عفّان، رضي الله عنه؛ وذاك أن خالدا كان بالسّقيا، فقال: هذا يوم الجمعة، لئن لم أجمّع مع أمير المؤمنين إنها للسّوءة السّوءى! فركب بغلة له لا تساير، فسار سبعين ميلا، فأتى المدينة في وقت الصلاة: فخرّ ميّتا، ونجت البغلة.
وممن قتلته البغال، المنذر بن الزّبير، وكان يكنى أبا عثمان؛ حمل على أهل الشام وهو على بغلة وردة، بعد أن ألحّ عليه عبد الله بن الزّبير يذمره «2» ؛ فلما سمعت البغلة قعقعة السّلاح نفرت، فتوقّلت «3» به في الجبل، حتى أخرجته من حدود أصحابه؛ فاتّبعه أهل الشام؛ فناداه عبد الله: انج أبا عثمان، فداك أبي وأمّي! فعثرت البغلة، ولحقه أهل الشام، فقتلوه. ولذلك قال يزيد بن مفرّغ في هجائه لعبيد الله بن زياد:
لابن الزّبير غداة يمر منذرا ... أولى بغاية كلّ يوم دفاع
وأحقّ بالصّبر الجميل من آمرىء ... كزّ أنامله قصير الباع