وما سمعنا في صفة النوائح المستأجرات، وفي اللواتي ينتحلن الحزن وهنّ خليّات بال، بأحسن من هذا الشعر.
وها هنا باب من الشعر حسن، وليس من هذا بعينه، ولكنه قد يشاكله من باب. قال الشاعر:
ألا لا يبالي البرد من جرّ فضله ... كما لا تبالي مهرة من يقودها
وقال آخر:
لا يحفل البرد من أبلى حواشيه ... ولا تبالي على من راحت الإبل
وقال آخر:
أهينوا مطاياكم فإنّي رأيته ... يهون على البرذون موت الفتى النّدب
وقال آخر:
وإنّي لأرثي للكريم إذا غدا ... إلى طمع عند الّلئيم يطالبه
وأرثي له من مجلس عند بابه ... كمرثيتي للطّرف والعلج راكبه
وقال مسلم بن الوليد في برذون ابن أبي أميّة «1» :
قل لابن أميّ: لا تكن جازعا ... لا يرجع البرذون باللّيت
طأمن من جأشك فقدانه ... وكنت فيه عالي الصّوت
وكنت لا تنزل عن ظهره ... ولو من الحشّ إلى البيت «2»
ما مات من سقم ولكنّه ... مات من الشّوق إلى الموت