أمّا ما ذكرنا من أجناس الحيوان المركّبات، كالبغل والشّهري، والمقرف «1» ، والهجين، وكالبخت والبهونيّ، والصّرصرانيّ «2» ، والطير الوردانيّ، والحمام الراعبيّ، فقد عرفنا كيف تركيب ذلك، وعرفنا اختلاف الآباء والأمّهات. فأمّا السّمع والعسبار والدّيسم «3» والعدار «4» والزّرافة، فهذا شيء لم أحقّه.
وقد أكثر الناس في هذا وفي الّلخم، وفي الكوسج، وفي الدّلفين، وفيما يتراكب بين الثعلب والسّنّور البرّيّ، فإنّ هذا كلّه إنما نسمعه في الأشعار، في البيت بعد البيت، ومن أفواه رجال لا يعرفون بالتحصيل والتثبّت، وليسوا بأصحاب توقّ وتوقّف.
وإذا كان إياس بن معاوية القاضي يزعم أن الشّبّوطة إنما خلقت من بين الزّجر والبنّيّ، وأنّ من الدليل على ذلك أن الشبّوطة لا يوجد في