على أن تَواتُر الأنبياء - عليهم السلام - قد انْقَطَعَ، وبه أَنَّه النَّبيُّ الآخِر، ولا يَلِيه نَبِيٌّ آخَر، وإنَّما تَلِيهِ القِيامَةُ، كما يَلي السَّبَّابةَ الوُسْطَى ليست بينهما إِصْبَعٌ أُخرى وهي مع ذلك آتية؛ لأن أَشراطَهَا متتابعة بينه وبينها.

وأما الحديث الذي

(26) أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، حدثنا عليُّ بنُ حَمْشَاذ العَدْلُ، حدثنا إسماعيلُ بن إسحاقَ القَاضِي، حدثنا سُليمانُ بن حَرْب، حدثنا حمادُ ابن زيد، حدثنا مَعْبدُ بن هِلالٍ العَنَزِيُّ، عن أنس بن مالك قال: قام رجُلٌ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: متى الساعة؟ فَلَبِثَ النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ما شاء الله أن يَلبِثَ، ثم دعاه، فَنَظَر إلى غُلام من أَزْدِ شَنُوءَة، قال أنس: هو مِن أَتْرَابِي يَومئذ فقال:

«إِنْ يَعِشْ هذا؛ لَم يُدْرِكْهُ الهَرَمُ حتَّى تَقومَ السَّاعةُ».

فقد رواه مسلم في الصحيح (?) عن حَجَّاج بن الشَّاعر، عن سليمان بن حرب، وأخرجه (?) أيضًا من حديث ثابت، وقتادة، عن أنس.

والمُرادُ بالخَبر، انْخِرَام ذلك القَرْنُ، ووفاتهم، وذلك بيِّن في رواية أُخرى عن أنس بن مالك، ثم في رواية عائشةَ، وابنِ عُمر.

(27) أخبرنا أبو عبد الله الحَافظُ، حدثنا أبو الحَسَن محمد بن عبد الله ابن موسى السُّنِّيُّ بِمَرْو، أخبرنا أبو المُوَجِّه محمدُ بن عمرو، أخبرنا عَبْدانُ بن عثمان، عن أبي حَمزة، عن قَيس بن وهب، عن أنس بن مالك قال: كان أَجْرَأَ النَّاسِ على مسألةِ رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - الأَعرَابُ، أتَاهُ أعرابيٌّ فقال: يا رسول الله، متى تقومُ السَّاعةُ؟ فلم يُجِبْهُ شَيئًا، حتى أتى بعضَ المَسجد فصَلَّى فأَخَفَّ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015