النَّارِ لِيَزْدَاد شُكْرًا، والكَافِرُ يَدْخُلُ النَّارَ بَعدَما يَرى مَقعَدَهُ من الجَنَّة، لِتَكُونَ عَلَيه حَسْرَةً، فَكَأَنَّ الكَافِرَ يُورِّث عَلَى المُؤْمِن مَقْعَده مِن الجَنَّة، والمُؤْمِنَ يُورِّث على الكَافِر مَقْعَده مِن النَّارِ، فَيَصيرُ في التَّقْدِير: كَأَنَّه فَدَى المُؤْمِنَ بِالْكَافِر. وبِاللهِ التَّوْفِيق.
وأما الحديث الذي
(653) أخبرنا أبو عَبْدِ اللهِ الحَافِظُ، أخبرنا أبو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ الفَقِيه، أخبرنا الحَسَنُ بنُ سُفيانَ، حدثنا مُحَمَّدُ بنُ عَمْرِو بنِ جَبَلَة، حدثنا حَرَمِيٌّ، حدثنا شَدَّادٌ أَبُو طَلْحَةَ الرَّاسِبِيُّ، عن غَيْلَانَ بنِ جَرِير، عن أَبِي بُرْدَةَ، عن أبيه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:
«يَجِيءُ يَومَ القِيَامَة نَاسٌ مِنَ المُسْلِمِينَ، بِذُنُوبٍ أَمْثَال الجِبَالِ يَغْفِرُهَا اللهُ لَهُم، ويَضَعَها عَلَى اليَهُودِ والنَّصَارَى». -فِيمَا أَحْسِب أَنَا-
قال أبو رَوْح (?): لا أدري مِمَّن الشَّكُّ.
قال أبو بُرْدَة: فَحَدَّثتُ بِه عُمَرَ بنَ عَبدِ العَزِيز، فقال: أَبُوكَ حَدَّثَك هَذَا عَن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -؟ قلت: نعم.
رواه مسلم (?)، عن محمد بن عَمْرو بن جَبَلَة.
إلا أن اللفْظَ الذِي تَفَرَّد شَدَّادٌ أبو طَلْحَة بِرِوَايَتِه في هذا الحديث، وهو قوله: «ويضعها على اليهود والنصارى»، مع شَكِّ الرَّاوِي فيه، لا أَرَاهُ مَحْفُوظًا.