قال الذهبي: «قلت: أصاب أبو المعالي، هكذا هو، ولو شاء البيهقي أن يَعْمَل لِنَفْسِه مذهبًا يَجْتَهِدُ فيه؛ لكان قادرًا على ذلك، لِسَعَة عُلُومِهِ، ومَعْرَفِتِه بالاختلاف، ولهذا تراه يُلَوِّحُ بِنَصْر مَسائِل مِمَّا صَحَّ فِيهَا الحَدِيث.
ولَمَّا سَمِعُوا منه ما أحبوا في قَدْمَتِهِ الأخيرة، مَرِضَ، وحَضَرَت المَنِيَّةُ، فَتُوفِّي: في عاشر شهر جمادى الأولى، سنة ثمان وخمسين وأربعِمائة، فَغُسِّل وكُفِّنَ، وعُمِلَ له تَابُوت، فَنُقِل ودُفِن بِبَيْهَق، وهي نَاحِية قَصَبَتِها خُسْرَوْجِرد، هي مَحْتِدِهُ، وهي على يومين من نيسابور، وعاش أربعًا وسبعين سنة» (?).
هذا والإمام البيهقي - رحمه الله - أشعري المعتقد قد اشتهر بذلك، وقد عده الإمام ابن عساكر في «تبيين كذب المفتري» (?) ضمن أعيان الأشاعرة، وقال ابن السبكي في «الطبقات» (?): «وقرأ علم الكلام على مذهب الأشعري».
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أنه يتولى مذهب المتكلمين من أصحاب أبي الحسن الأشعري ويذب عنهم وأنه من فضلاء الأشاعرة (?).
وأختم ترجمته بذكر شيوخه الذين روى عنهم في كتاب «البعث والنشور»، فقط وقد ذكرتهم في جملة الفهارس مرتبين على الاسم، وإني ذاكرهم هنا في المقدمة مرتبين على الكنية، ليسهل الوصول إليهم، وهم:
1 - أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الإمام
2 - أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن إبراهيم الطوسي الفقيه