مُخَاطَبَةِ العَبْدِ رَبَّه يَقُولُ: يا رَبِّ أَلَم تُجِرْنِي مِن الظُّلْمِ؟ قال: يقول: بَلَى، قال: فَيقول: فَإِنِّي لا أُجِيزُ عَلى نَفْسِي إلَّا شَاهِدًا مِنِّي، قال: فَيَقُولُ: كَفَى بِنَفْسِكَ عليك شهيدًا (?)، وبِالكِرَامِ الكَاتِبِينَ شُهُودًا، قال: فَيُخْتَمُ عَلَى فِيْهِ ويُقَالُ لِأَرْكَانِهِ انْطِقِي، قال: فَتَنْطِقُ بِأَعْمَالِهِ، قال: ثُمَّ يُخَلَّى بَيْنَهُ وبَيْنَ الكَلامِ، قال: فَيقُولُ: بُعْدًا لَكُنَّ وسُحْقًا، فَعَنْكُنَّ كُنْتُ أُنَاضِلُ».
رواه مسلمٌ في الصَّحِيح (?)، عن أبي بَكر بنِ أَبي النَّضْر.
(354) أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، حدثنا أبو بكر بنُ إسحَاقَ -إملاءً-، أخبرنا بِشْرُ بنُ مُوسَى، حدثنا الحُمَيْدِيُّ، حدثنا سُفْيَانُ، حدثنا سُهَيلُ بنُ أَبِي صَالِحٍ، عن أَبِيهِ، عن أبي هُرَيْرَةَ قال: قالوا: يَا رَسولَ اللهِ، هَل نَرَى رَبَّنا يَوْمَ القِيَامَةِ؟ فقال:
«هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الشَّمْسِ فِي الظَّهِيرَةِ، لَيْسَتْ فِي سَحَابَةٍ؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، لَيْسَ فِي سَحَابَةٍ؟ قَالُوا: لَا، قَالَ: فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ رَبِّكُمْ -تبارك وتعالى-، إِلَّا كَمَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ أَحَدِهِمَا، فَيَلْقَى الْعَبْدَ، فَيَقُولُ: أَيْ فُلْ أَلَمْ أُكْرِمْكَ، وَأُسَوِّدْكَ، وَأُزَوِّجْكَ، وَأُسَخِّرْ لَكَ الْخَيْلَ وَالْإِبِلَ، وَأَذَرْكَ تَرْأَسُ وَتَرْبَعُ؟ قال: فَيَقُولُ: بَلَى، أي رَبِّ، قَالَ: فَيَقُولُ: أَفَظَنَنْتَ أَنَّكَ مُلَاقِيَّ؟ فَيَقُولُ: لَا، فَيَقُولُ: فَإِنِّي أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِي، ثُمَّ يَلْقَى الثَّانِيَ فَيَقُولُ: أَيْ فُلْ أَلَمْ أُكْرِمْكَ، وَأُسَوِّدْكَ، وَأُزَوِّجْكَ، وَأُسَخِّرْ لَكَ الْخَيْلَ وَالْإِبِلَ، وَأَذَرْكَ تَرْأَسُ، وَتَرْبَعُ، قال: فَيَقُولُ: بَلَى، أَيْ رَبِّ، قال: فَيَقُولُ: أَفَظَنَنْتَ أَنَّكَ مُلَاقِيَّ؟ فَيَقُولُ: لَا، فَيَقُولُ: فَإِنِّي أَنْسَاكَ كَمَا نَسِيتَنِي، ثُمَّ يَلْقَى الثَّالِثَ، يعني فَيَقُولُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، فَيَقُولُ: آمَنْتُ