وإنه لَمِن نَافِلَةِ القول أن أقول: إني لا أُسَلِّمُ نفسي عن خَطَإ أو زَلَل، ولا أَعْصِمُ قولي عن وَهَمٍ وخَطَل، فالفَاضِل مَنْ تُعدُّ سَقَطَاتُهُ، وتُحْصَى غَلَطَاتُهُ إلا بتوفيق اللهِ وعِصْمَتِه، والسَّالِم مِن ذلك كتابُ الله المَجِيد الذِي {لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (42)} [فصلت: 42].
واللهَ تَعَالى أسأل أَنْ يَجعلَ عَمَلِي هذا خالصًا لوجهه، وأن يجعل تحقيقي وعنايتي بكتابٍ «البعث والنشور»، زادًا ليومِ البعث والنشور، وأَنْ يوفقني لما يحبه ويرضاه، وأن يرزقني حبه، وأن يمتعني بالستر والعافية في الدين والدنيا والآخرة، {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (40) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} [إبراهيم: 40 - 41]
والحمدُ لله أولًا وآخرًا ظاهرًا وباطنًا.
وكَتبهُ راجي عفو ربه الكريم
أبو عاصم الشَّوَامِي محمد بن محمود بن إبراهيم
في اليوم الثامن من شهر جمادى الآخر سنة ست وثلاثين وأربعمائة وألف
من هجرة النبي - صلى الله عليه وسلم -
* * * * *