والتبديل: هو تغيير الشيء عن حاله.

قال أبو منصور الأزهري: تَبدِيلُها، تَسْيِير جِبَالِها، وتَفْجِيرِ بِحَارِهَا، وكَونها مُستوية لا تَرى فِيها عِوجًا ولا أَمْتا، وتَبديلُ السَّماوات، انْتِثَارُ كَواكِبِها، وانْفِطَارِها، وتَكوير شَمْسِهَا، وخُسوفِ قَمَرِهَا.

قال أحمد (?): فَيُحتَمل على هذا أَن يَكونَ المُراد بِقَولِه: «لم يُسفَك فِيها دَمٌ حَرام، ولم يُعمل فِيها خَطِيئَةٌ» أي على مَا غُيِّرَ مِن وَجْهِهَا فَجُعِلَ كَالْفِضَّةِ، والله أعلم.

وقد رَوَى شَهرُ بنُ حَوْشَب، عن ابن عَبَّاس قال: «إِذَا كَان يَومُ القِيَامَةِ مُدَّت الأَرضُ مَدَّ الأَدِيم، ويُزَادُ في سِعَتِها كذا وكذا، وجُمِعَ الخَلائِقُ في صَعِيدٍ واحِد، ثم ذَكر قَبضَ السماوات عَن أَهْلِهَا» (?).

(259) وأخبرنا أبو عبد الرحمن بن مَحْبُور الدَّهَّان، أخبرنا الحسين بن محمد بن هارون، حدثنا أحمد بن محمد بن نَصْر، حدثنا يُوسفُ بن بلال، عن محمد بن مروان، عن الكَلْبِي، عن أبي صالح، عن ابن عباس، أَنَّه سُئِلَ عن هذه الآية {يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ} [إبراهيم: 48] قال: «يُزادُ فيها ويُنقَصُ مِنهَا، ويَذهب آكَامُها وجِبَالُها وأَودِيَتُها وشَجَرُها ومَا فِيها، وتُمَدُّ مَدَّ الأديم العُكَاظِي، أَرضٌ بَيضاء مِثل الفِضَّة، لَم يُسفَك عليها دَمٌ، ولم يُعمل عَليها خِطِيئة، والسماواتُ تَذهبُ شَمسُهَا وقَمَرُها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015