عليهم دَابَّةً مِثل هذا النَّغَف، فَتَلِجُ في أَسمَاعِهم، ومَنَاخِرِهِم فَيمُوتُونَ مِنهَا فَتَنْتُنُ الأرضُ مِنهم، فَتَجأَرُ إلى الله، فَيُرسِل اللهُ مَاءً فَيُطَهِّر الأرضَ مِنهُم، قال: ثُم يَبعثُ الله رِيحًا فِيها زَمْهَرِيرٌ بَارِدَة، لا تَذَرُ على وجْه الأَرضِ مُؤمِنًا إلا كُفِتَ بِتَلك الرِّيح، قال: ثُمَّ تَقومُ السَّاعةُ على شِرار النَّاس، قال: ثم يَقوم مَلَكُ الصُّور بَين السَّماءِ والأَرضِ، فَينفُخ فيه، -والصُّور قَرْنٌ- فلا يَبقَي للهِ خَلْقٌ في السَّماواتِ ولا في الأرض إِلَّا مَات، إلا مَا شَاء رَبُّك، ثُم يَكونُ بَين النَّفخَتَين ما شَاء اللهُ أَنْ يَكون، فَلَيس مِن بَني آدَمَ خَلْقٌ إلا في الأرضِ مِنه شَيءٌ، قال: فَيُرسِلُ اللهُ تَعالَى ماءً مِن تَحتِ العَرش، مَنِيًّا كَمَنِيِّ الرِّجَال، فَتَنبُتُ جُسْمَانُهُم ولُحْمَانُهُم مِن ذَلك المَاء كَما تَنْبُتُ الأَرضُ مِنَ الثَّرَى، ثم قَرأ عبدُ الله {وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ} [فاطر: 9] قال: ثُم يَقومُ مَلَكُ الصُّورِ بَين السَّماء والأرض، فَينفُخ فِيهِ فتنطلق كُلُّ نَفسٍ إلى جَسَدِهَا، ثم تَدخُلُ فيه، ثم تَقُومُونَ فَتَحْيَونَ تَحِيَّة رَجُلٍ
وَاحِدٍ قِيامًا لِرَبِّ العَالَمِينَ» (?). وذكر الحديث.
وهذا فيما.
(250) أَنْبَأَنِيهِ أبو عبد الله الحافظُ (?) -إِجَازَةً- أخبرنا أَبو عَبد الله محمد بن عبد الله الزَّاهِدُ الأَصبهانِيُّ، حدثنا أَسِيدُ بنُ عَاصِم، حدثنا الحُسَين ابن حَفْص، حدثنا سُفْيَانُ بنُ سَعِيدٍ، فَذكر بإسنادِه نَحْوَهُ.