نَخل بَيْسَان أَأَطْعَمَ؟ قلنا: نعم، قال: فأخبروني عن بُحَيرة الطَّبَرية، أَكَثِيرَةُ الماء هي؟ قلنا: نعم، قال: فأخبروني عن عين زُغَر أكثير الماء؟ قلنا: نعم، قال: أَمَا إني لو خَرجتُ لَوَطِئتُ البِلادَ كُلَّها غَيرَ مَكَّة وطَيْبَة».
قالت فاطمةُ: فأنا رأيتُ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - يقول بِمِخْصَرَتِهِ: «ألا وهذه طَيبةُ -ويومئُ إلى أرض المَدِينة-، ومَكَّةُ مَكَّةُ».
أخرجه مسلم في الصحيح (?)، عن يحيى بن حَبِيب، عن خالد بن الحارث، عن قُرة.
(192) أخبرنا أبو الحُسَين عَلي بنُ محمد بن عبد الله بن بِشْرَان العَدْلُ -ببغداد-، أخبرنا أبو جعفر محمد بن عمرو الرَّزَّاز، حدثنا يحيى بنُ جعفر، أخبرنا وَهْبُ بنُ جَرِير، أخبرنا أبي، قال: سمعتُ غَيلانَ بن جَرير، يُحَدِّث عن الشَّعْبي، عن فاطمة بنت قيس قالت: قَدِمَ عَلى رسولِ الله - صلى الله عليه وسلم - تميمٌ الدَّاري، قالت: فأخبر رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَنَّه رَكِب البحرَ، فَتاهَت سَفِينَتُهُم، فَسَقَطُوا إلى جزيرة، فخرجوا إليها يَلْتَمِسون المَاء، فَلقي إنسانًا يَجُرُّ شَعْرَه فقال: ما أنت؟ قال: أنا الجَسَّاسة، قال له: فأخبرنا، قال: لا أخبركم، ولكن عليكم بهذه الجزيرة، فدخلناها، فإذا مُقَيَّدٌ فقال: ما أنتم؟ قلنا: ناسٌ من العرب، قال: ما فعل هذا النَّبِيُّ الذي خَرَج فِيكُم؟ قلنا: آمن به الناسُ واتَّبعوه وصَدَّقُوه، قال: ذاك خَيرٌ لَهُم، قال: أفلا تخبروني عن عين زُغَر مَا فَعلتْ؟ فأخبرناه عنها، فَوثَب وَثْبَةً كاد يخرج من وراء الجِدار، ثم قال: ما فَعَلَت نَخْلُ بَيْسَان؟ هل أَطْعَمَ بَعدُ؟ فأخبرناه أنه قد أَطْعَم، فَوثَب مِثْلَها، ثم قال: أَمَا لَو قَد أُذِنَ لي بالخروج؛ لَوَطِئْتُ البلادَ كلَّها غيرَ طَيبة، قالت: فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فَحَدَّثَ