الضِّيفَان، وإني أَكْرَهُ أَن يَسْقُطَ عَنك خِمَارُكِ، أو يَنْكَشِفُ الثَّوبُ عَن السَّاقِين، فَيَلْقَوْنَ مِنك بَعضَ مَا تَكْرَهِين، ولكن انتَقِلي إلى ابْنِ عَمِّك عبدِ الله بن عَمرو بنِ أُمِّ مَكْتُوم»، وهُو رَجُلٌ مِن بَني فِهرٍ، وهو مِن البَطْن الذِي هي مِنْهُ، فَلمَّا انْقَضَت العِدَّةُ، سَمِعتُ قولَ المُنَادِي -منادي رَسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ينادي: الصَّلاةُ جَامِعَة، فَخَرجتُ إلى المَسجِد، فَصَلَّيتُ مَع رَسولِ الله - صلى الله عليه وسلم -، فَلَبِثتُ في صَفِّ النِّساءِ الذي يَلِي ظَهرَ القَومِ، فَلَمَّا
قَضى رَسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - صَلاتَه، جَلَس عَلى المِنبَر وهُو يَضحَك، فَقَالَ:
«لِيَلْزَمَ كُلُّ إِنسانٍ مُصَلَّاهُ، ثُمَّ قال: هل تَدرونَ لِم جَمَعْتُكُم؟ قالوا: اللهُ ورسوله أعلم، قال: إني واللهِ ما جَمَعْتُكُم لِرَغْبَةٍ ولا لِرَهْبَةٍ، ولكن جَمعتكم أَنَّ تَمِيمَ الدَّارِيَّ كان رَجُلًا نَصْرَانيًا، فَجاءَ فَبايعَ وأَسلَمَ، وحَدَّثني حديثًا وَافَقَ الذي كُنتُ أُحَدِّثُكُم عَن المَسِيحِ الدَّجَّال، حدثني أَنه رَكِب سَفِينةً بَحْرِيَّةً مع ثَلاثِينَ رَجُلًا مِن لَخْمٍ وجُذَام، فَلَعِبَ بهم المَوْجُ شَهرًا في البحر، ثُم أَرْفَئُوا إلى جزيرة في البَحر عند مَغرب الشَّمس، فَجلَسوا في أَقرُبِ السَّفينة، فَدخَلُوا الجزيرة فَلَقِيَتهُم دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِير الشَّعْر، لا يَعرِفون قُبُلَه مِن دُبُرِهِ مِن كَثْرَةِ الشَّعر، فقالوا: ويَلَكِ، ما أنتِ؟ فقالت: أنا الجَسَّاسَةُ، فَقالوا: وما الجَسَّاسَةُ فقالت: أيُّها القوم، انطلقوا إلى هذا الرجل في الدَّيْر؛ فَإنَّه إلى خَبَرِكُم بِالأَشْوَاقِ، قال: فَلمَّا سَمَّت لنا رَجُلًا فَرِقْنَا أَن تكونَ شَيْطَانَةً، قال: فَانطلقنا سُرْعَانًا حتى دخلنا الدَّيرَ، فإذا فيه أَعْظَمُ إِنْسانٍ رَأينَاه قَطُّ خَلْقًا، وأَشَدُّهُ وَثَاقًا، مَجموعة يَداه إلى عُنُقه، ما بَين رُكبَتيه إلى كَعْبَيه بِالحَدِيد، فقلنا: وَيْلَك، ما أنت؟ فقال: قدرتم (?)
على خَبري، فأخبروني مَن أنتم؟ قالوا: نحن نَاسٌ مِن