والزُّبَير بنُ العَوَّام، فَدخَلْنا عَلى أَبَوَيه، فَإذَا نَعْتُ رَسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فِيهِمَا، فَقُلنا: هَل لَكُما مِن وَلَدٍ؟ فَقالا: مَكَثْنَا ثَلاثِينَ عَامًا لا يُولَدُ لَنا، ثُمَّ وُلِدَ لَنا أَضَرُّ شَيءٍ وَأَقَلُّه نَفعًا، تَنامُ عَينَاهُ ولا يَنامُ قَلْبُهُ، فَخَرجْنا مِن عِندِهِما، فإذا هُو مُنْجَدِلٌ في قَطِيفَة في الشَّمس له هَمْهَمَةٌ، فَكَشف عَن رَأسِه فقال: ما قُلْتُمُا؟ قُلنَا: أَوَ سَمعتَ؟ قال: إِني أَنامُ، ولا يَنَامُ قَلْبِي» (?).
تَفرَّدَ به عَليُّ بنُ زَيدِ بنِ جُدْعَانَ، ولَيس بِالقَوي.
ومَن ذَهبَ إلى أَنَّ الدَّجالَ غَيرُهُ احتَجَّ بِحديث تَمِيمٍ الدَّارِيِّ، وإِسنادُهُ أَصَح مِن هَذا، مَع جَوازِ مُوافَقة صِفَتِه صِفَةَ الدَّجَّالِ، والدَّجال غيره كَما جَاء في الخَبِر في صفة الدجال أَنَّه أَشْبَهُ النَّاسِ بِعبد العُزَّى بنِ قَطَن، وليس به، وأَمْرُ ابن صَائِدٍ عَلى ما حُكِي عنه كَانت فِتنةً ابْتَلَى الله بها عِبَادَه، كَما كَان أَمْرُ العِجْلِ في زَمَنِ موسى - عليه السلام - فِتْنة ابتلاهم اللهُ بها، إلا أَنَّ اللهَ تَعالى عَصَم مِنها أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، وَوَقَاهُم شَرَّها، ولَيس فِي حَديث جَابر أَكْثَرُ مِن سُكوتِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - على قَولِ عُمَرَ بنِ الخَطَّاب، ويُحتَمَل أَنَّه - عليه السلام - كان كَالمُتَوقِّف في بَابِه، ثُم جَاءه الثَّبْتُ مِن اللهِ، أَنَّه غَيرُهُ، فَقال في حَديثِ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ مَا نَذكُرُه إِن شَاء اللهُ تَعَالى.
* * * * *