(182) أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، أخبرني عَليُّ بنُ أحمدَ بن قُرْقُوبٍ التَّمَّارُ -بهَمَذَانَ- حدثنا إبراهيم بن الحُسَين، حدثنا أبو اليَمَان الحَكمُ بن نافع، أخبرنا شُعَيب، عن الزُّهْري، حدثني سالم بن عبد الله، أنَّ عبدَ الله بن عمرَ أخبره، أنَّ عمرَ بن الخطاب انطلق مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في رَهْطٍ من أصحابه قِبَل ابنِ صَائِد، حتى وَجدُوه يَلعب مَع الغِلْمَان عند أُطُمِ بَنِي مَغَالَة، وقَد قَاربَ ابنُ صَياد يَومَئذ الحُلُم، فَلم يَشعر حتى ضَربَ النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ظَهرَه بِيدِه، ثُم قال النبي - صلى الله عليه وسلم -:
«أَتشهدُ أنى رسولُ الله؟ فنظرَ إليه ابن صَيَّاد فقال: أشهدُ أنك رسولُ الأميين، ثم قال ابن صَياد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -: أَتشهد أنى رَسولُ اللهِ؟ فَرَضَّهُ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: آمنتُ بالله ورُسُلِهِ (?)، ثُم قال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لابن صَيَّاد: ماذا ترى؟ فقال: يَأتِيني صَادِقٌ وكاذبٌ، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: خُلِّطَ عَليك الأَمرُ، ثم قال النبيُّ - صلى الله عليه وسلم -: إنِّي خَبَّأتُ لك خَبِيئًا، فقال ابنُ صَيَّاد: هو الدُّخُّ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: اخْسَأْ، فَلَن تَعْدُوَ قَدرَك، فقال عمر: يا رسول الله، ائذَن لي فَأضرِب عُنقَه، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن يَكُن هو؛ فَلن تُسَلَّطَ عَليه، وإن لم يَكُن هو؛ فَلا خَير لَك فى قَتْلِهِ».
رواه البخاري في الصحيح (?)، عن أبي اليَمَان، وأخرجه (?) مسلم، من حديث يُونُسَ، ومَعْمَر، عن الزُهْري.