ناصر، والفقيه أبو الثناء محمود بن غازي بن محمد وولداه إسماعيل وعبد الكافي، وأبو إسحاق إبراهيم بن علي بن محمد الصفار المصري، وجماعة أسمائهم على أصل الشيخ سلمه الله، وصح لهم ذلك بقراءة كاتب البلاغ صالح بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل الطرائفي الخوارزمي الكاثي في المئذنة الشرقية من جامع دمشق حماها الله تعالى في شهر رمضان سنة اثنين وخمسين وخمسمائة».
وهي نسخة جيدة جدا حيث إنها لا تكاد تخطئ إلا في القليل جدًا، ولكنها تنقص من أولها أوراقًا تعادل مائة وثلاثين إسنادًا، ومن آخرها أوراقًا تعادل أربعا وستين إسنادًا، ولا ريب في جودتها إذ قرأت على الإمام أبي القاسم ابن عساكر، وهو أحد رواة الكتاب، ويبدأ كل جزء من الكتاب بما يلي:
«كتاب البعث والنشور تصنيف الشيخ الإمام أبي بكر أحمد بن الحسين ابن علي بن موسى البيهقي الحافظ - رحمه الله -، مما أخبرنا به الشيخ الإمام أبو عبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الفراوي الفقيه، عنه، رواية الشيخ الفقيه الأجل الإمام الحافظ الثقة صدر الحفاظ أبي القاسم الحسن بن علي بن الحسن بن هبة الله الشافعي - رضي الله عنه -».
وبالخرم الواقع في آخرها غاب عنا اسم ناسخها وتاريخ النسخ، غير أنى على يقين من أنها كتبت قبل سنة اثنين وخمسين وخمسمائة. إذ كان هذا هو تاريخ كتابة البلاغ، الذي تم بعد النسخ بلا ريب، إذن فبين نسخها وبين وفاة المصنف أقل من مائة سنة، ولا أعلم نسخة للكتاب أقدم منها والله تعالى أعلم.