والأرضُ ثُلثي نباتها، والسنة الثالثة تُمسك السماءُ ما فيها، والأرضُ ما فيها، حتى يهلك كُلُّ ذي ضِرس وظِلْف، وإن من أَشد فِتْنَتِه أن يقولَ للأعرابي: أرأيتَ إن أَحييتُ لك إِبِلَك عظيمة ضُرُوعها، طويلة أَسنِمَتُها، تَجْتَرُّ، تَعلم أَني ربك؟ قال فيقول: نعم، قال فَيَتمثَّل له الشَّياطِين، قال ويقول للرجل: أرأيتَ إن أَحيَيتُ لك أباكَ وأَخَاك وأُمَّك، أَتعلم أَني رَبُّك؟ قال فيقول: نعم، فيتمثل له الشياطين، قالت: ثم خَرج رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - لِحَاجَتِه، فَوضعتُ له وَضُوءًا، فَانتَحبَ القَومُ حتى ارْتَفعت أَصواتُهُم، فأخذ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بِلَحْي البَاب فَقال: مَهْيَم؟ فَقلتُ: يا رسول الله، خَلعتَ قُلوبَهُم بالدَّجال، فقال رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم -: إن خَرجَ وأنا فِيكُم؛ فَأنا حَجِيجُهُ، وإن مت فالله خَلِيفَتِي عَلى كُلِّ مُؤمِنٍ، فقلت: يا رسول الله، وما يُجزئ المؤمنينَ يَومئذٍ؟ قال: يُجزئهم ما يُجزِئُ أَهلَ السَّماء، التَّسبيحُ والتَّقْدِيسُ» (?).
(171) أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، أخبرني أبو محمد أحمدُ بنُ عبدِ الله المُزَنِيُّ، أخبرنا علي بن محمد بن عيسى، حدثنا أبو اليَمَان، أخبرني شُعَيب، عن الزُّهْرِي، أخبرني عُبَيد الله بنُ عبد الله، أَنَّ أبا سَعِيد الخُدْرَي قال: حدثنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حديثًا طويلًا عن الدجال، فكان فيما حدثنا أنه قال:
«يَأتي الدجالُ وهو مُحَرَّمٌ عليه أن يدخلَ نِقَاب المَدينة، بَعض السِّبَاخ التي تَلِي المَدِينَة، فَيخرُجُ إليه يَومئذ رَجُلٌ، وهو خَيرُ النَّاسِ، أو مِن خِيَار النَّاس، فيقول: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - حَدِيثَه، فيقول الدجال: أرأيتم إن قَتلتُ هذا، ثُم أَحييته، هَل تَشكُّون في الأمر؟ فيقولون: لا،