وقَد أَنذرَ قَومَه، وإنه فِيكُم أَيتُها الأُمَّة، وإِنَّه جَعْدٌ، آدَمُ، مَمسوحُ العَينِ اليُسرَى، يُمْطِرُ المَطَرَ، ولا يُنبتُ الشَّجَرَ، مَعه جَنَّةٌ ونَارٌ، فَنارُهُ جَنَّةٌ، وجَنَّتُهُ نَارٌ، ومَعَه جَبلٌ مِن خُبْزٍ، ونَهرٌ مِن مَاءٍ، يَكونُ في النَّاسِ أَربعينَ صَباحًا، يَبلغُ بِه كُلَّ مَنْهَلٍ، إِلا أَرْبَعةَ مَساجِدَ، قال: وذَكَر مَسجدَ الحَرام، ومَسجد رسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -، ومسجدَ بيتِ المَقْدِس، ومسجدَ الطُّور، كأنَّه يَقولُ أَنا رَبُّكُم، فَمَهمَا شُبِّهَ عَليكُم، فَلا يَتشَبَّهنَ عَليكُم؛ إِنَّ رَبَّكُم لَيسَ بِأَعْوَرَ» (?).
لفظ حديث ابنِ كُنَاسة.
زاد جعفر في روايته: «يُسَلَّطُ عَلى نَفْسٍ فَيقْتُلُها، ثم يُحْيِيهَا، لا يُسَلَّطُ عَلى غَيرِها: يقول: أَنَا رَبُّكُم» وذكر الحديث.
(159) أخبرنا أبو عبد الله الحافظُ، أخبرنا أبو الفَضل بنُ إبراهيمَ، حدثنا أحمدُ بنُ سَلَمة، حدثنا قُتَيْبَةُ بنُ سَعيد، حدثنا عبدُ العَزيز بنُ محمد الدَّرَاوَرْدِيُّ، حدثنا ثَوْرٌ، عن أَبي الغَيْث، عن أبي هُرَيرة أَنَّ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال:
«سَمِعْتُم بِمَدِينة جَانِبٌ مِنها في البَرِّ وجَانِبٌ مِنها في البَحرِ؟ قالوا: نعم يا رسولَ اللهِ، قال: لا تَقومُ السَّاعةُ حتى يَغْزُوَها سَبعونَ ألفًا مِن بَنِي إِسحاقَ فِإذَا جَاءُوا نَزلُوا، فَلَم يُقَاتِلوا بِسَلاحٍ، ولم يَرمُوا بِسَهمٍ، قالوا: لا إله إلا اللهُ، واللهُ أَكبرُ، فَيسقُطُ أَحدُ جَانِبَيْها، قال: ثم يقولوا الثانية: لا إله إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، فَيسقُطُ جَانِبُها الآخَر، ثم يَقُولوا: لا إله إلا اللهُ، واللهُ أكبرُ، فَيُفْتَحُ لَهم، فَيدخُلُوها، فَيَغْنَمُوا، فَبَيْنَا هُم يَقتَسِمُونَ المَغَانِم، إِذ جَاءَهُم الصَّرِيخُ فقال: إِنَّ الدَّجَّالَ قَد خَرجَ، فَيترُكُونَ كُلَّ شَيءٍ ويَرجِعُونَ».