وهو أن يشهد حظه نفعه المتعلق بتلك الجهة، ويغيب عن نفع غيره بسواها؛ لأن نفعه مشاهد له أقرب إليه من علمه بنفع غيره، فيفضل ما كان نفعه وحظه من جهته باعتبار شهوده وغيبته عن سواه " (?) .
5 - النظر في المعتمد عند أهل البلد: درءا للفتنة، وتحقيقا للمصلحة، وقد مر الحديث عنه.
المسألة الثالثة: وسائل تأليف القلوب: ومن الحكمة في الدعوة إلى الله تعالى تأليف القلوب على الإسلام، وتقويتها على الإيمان والخير، وذلك ببذل ما يستطيعه الداعية بنظره الثاقب، وخبرته وحنكته من وسائل وأساليب لتأليف القلوب، ومن ذلك:
1 - الشفاعة لمن احتاج إليها: إن من أهم وسائل التأثير قضاء حوائج الناس، والشفاعة لهم عند ولاة الأمر وغيرهم من ذوي الحقوق.
وقد ورد في فضل الشفاعة نصوص كثيرة:
يقول تعالى: {مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا} [النساء: 85] (?) .
ومن السنَّة ما رواه أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «اشفعوا تؤجروا» (?) .
فالإنسان أسير من أحسن إليه، والنفوس مجبولة على محبة من أسدى إليها معروفا.