قال الزياتون: من مناقب الزيت أنه يعصر أول عصرة فيكون منه زيت للأكل، ثم يعصر ثانية فيكون منه زيت السراج، ثم يعصر ثالثة فتطيب به زقاق الزيت، ثم يباع ثجيره فيجفف وتسجر به النار فتكون ناره أحر نار، ثم يعزل رماد ذلك الوقود فيباع لأصحاب الصابون فيدخلونه في عمله فيجود، فلا يسقط منه شيء.
وصف بعض العلماء الذهب فقال: هو أبقى الجواهر على الدفن، وأصبرها على الماء، وأقلها نقصاناً على النار، وهو أوزن من كل ذي وزن إذا كان في مقدار شخصه، وجميع جواهر الأرض إذا وضع على ظهر الزئبق في إنائه طفاً، ولو كان وزناً عظيماً، وحجماً ثقيلاً، وإن وضع قيراط من ذهب رسب حتى يبلغ قعر الإناء، وميله أجود الأميال، والهند تمره في العين بغير كحل، ولا يسود لصلاح طبعه وموافقة جوهره لجوهر الناظر، ومنه الزرياب والصفائح التي تتخذ لسقوف الخلفاء والملوك، وعليه مدار تبايع الخلق، وهو ثمن لكل شيء، والأرض التي تنبته تحيل الفضة إلى جوهرها في السنين الكثيرة، وتقلب الحديد إلى طبعها في الأيام اليسيرة، والطبيخ الذي يكون في قدوره أغذى وأمرأ وأصح في الجوف.
قيل لأعرابي: كيف أنت مع صديقك؟ قال: نتعايش بالنفاق، ونتجاوز بهجر وفراق.
قال خالد الكاتب في أبي المثنى الطفيلي: السريع