إن يكن سار عائداً لدمشق ... وطواه كما طوى الشمس غرب
فهو للقلب حيثما كان ذكر ... وهو للطرف حيثما دار نصب
كتب الحسن بن وهب إلى صديق له يعلمه صبابته إليه ووحشته لفراقه فقال: وقد قسمك الله بين طرفي وقلبي، ففي مشهدك أنس قلبي، وفي غيبتك لهو طرفي بذكر قلبي.
فكتب إليه: وقفت على الفصل الذي أخبرت فيه، فسيان عليك رأيتني أو لم ترني إذ كان بعضك يؤنس بعضاً فينوبوا عني، ولكني أراك فيخشع قلبي، وأغيب عنك فتدمع عيني، فشتان بين ما ساء أبده، ومن حزن أمده.
فكتب إليه الحسن: يا حانقاً على الجرة ثم تمثل يقول: الوافر
أعلمه الرماية كل يوم ... فلما اشتد ساعده رماني
كان بعض أصحابنا ينشد: فلما استد، وهو قريب من الصواب، وقد رأيت من لا يختار غيره، وكلا المعنيين قريب.