قال أبو العيناء: سمعت إبراهيم بن المهدي يقول: وذكر عفو المأمون عنه فقال: والله ما عفا عني تقرباً إلى الله، ولا صلة للرحم، ولكن قامت له سوق في العفو فكره أن تكسد بقتلي؛ قال: فذكرت هذا الحديث ليعقوب بن سليمان بن جعفر فقال: " قتل الإنسان ما أكفره " عبس: 17، أما المأمون فقد والله فاز بحفظها، كفر من كفر، وشكر من شكر.
قال الأصمعي: افتقر أعرابي وساءت حاله، فكان يسأل ويقول: الرجز
ألا فتى أروع ذو جمال ... من عرب الناس أو الموالي
يعينني اليوم على عيالي ... وصبية قد ضاق عنهم مالي
وساقهم جدب وسوء حال ... إليكم يا سادة الرجال
فقد مللت كثرة السؤال ... والله يجزيكم على الإفضال
قال أبو العيناء، حدثنا الأصمعي قال: لما أفضى الأمر إلى معاوية تكافت الشعراء عن مدحه حتى بدر الأخطل ذات يوم وعليه ثوب خز ومطرف خز وعمامة خز، فركدبين الصفين ثم قال: الكامل
تسمو الوفود إلى إمام عادل ... معطى المهابة نافع ضرار
وترى عليه إذا العيون شزرنه ... سيما الحليم وهيبة الجبار