قال العتابي: وجد علي الرشيد: فدخلت عليه في المتكلمين فقلت: يا أمير المؤمنين قد أدبني الزمان لك، وأرشدني إلى الهداية تقويمك، وردني ابتلاء الناس إليك، وما مع تذكرك قناعة، ولا في سؤالك عار، وقد قلت: الطويل
أخضني المقام الغمر إن كان غرني ... سنا خلب أو زلت القدمان
أتتركني جدب المعيشة صنكها ... وكفاك من ماء الندى تكفان
وتجعلني سهم المطامع بعدما ... ملكت يميني بالندى ولساني
بلغ يحيى بن خالد أن إبراهيم بن سيابة هجاه فحجبه ومنعه رزقاً له، فكتب إليه ابن سيابة: للسيد الجواد، الواري الزناد، الماجد الأجداد، والمنجب الأولاد، من الخاضع المسكين، والخائف المستكين. أما بعد، فإنك تعلم أن من يرحم، ومن يحسن يغنم، ومن يعف لا يندم، وقد منيت من غضبك علي، واطراحك لي، وإعراضك عني، بغير لفظ تحقق، ولا قول يصدق، بما لا أقوم له ولا أقعد، ولا أستيقظ منه ولا أرقد، فلست بحي صحيح، ولا ميت مستريح، وقد فرزت منك إليك، فاستعنت بك عليك. وقلت: الخفيف
راغب راهب أتاك يرجي ... ك وما زلت موضعاً للرجاء
ومقر بما جناه ولم يج ... ن لترضى وحامل للثناء
فلعمري ما من أضر ومن ظ ... ل مقرا بذنبه بسواء
فوقع يحيى بن خالد: قد عفونا عن الخائف والحاكم لنفسه ببراءته، وأمرنا