وأهل الضواحي، فشَكَوا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال بيده: "حوالينا ولا علينا"، فانقطع الشتاء عنهم، وصار حول مدينة يثرب مثل الخيمة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أين أبو طالب عن مثل هذا اليوم"؟
فقال أبو بكر رضي الله عنه: كأنك يا رسول الله نظرتَ إلى قصيدته اللاميَّة:
وأبيضَ يُستسقَى الغمامُ بوجهه. . . ثِمالُ اليتامى عِصمة للأراملِ (?)
فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "نعم يا أبا بكر".
وقيل: إنّ النجوم تساقطت في هجرته يومًا كاملًا.
وغسّله علي صلواتُ الله عليه، والعباس، والفضل، وقثم ابناه، وأسامة، وشُقران مولياه. وكان علي عليه السلام يسنده إلى صدره، والعباس وابناه يقلبون الماء ويقلبونه. ثم أنزله - صلى الله عليه وسلم - في لحده عليّ عليه السلام، والفضل، والعباس (?).
ويقال: إن المغيرة بن شُعبَة طرح خاتمه في القبر، قال:/ 33/ وقع خاتِمي، فنزل وأخذه، فكان يقول: أنا أحدث الناس برسول الله - صلى الله عليه وسلم -. فكان علي يقول: كذب المغيرة، [قثم أَحدَثنا عهدًا به] (?).
وقبره بالمدينة، - صلى الله عليه وسلم -، في بيت عائشة رضي الله عنها.