(حاشية: سُئل محمَّد بن أبي الطيّب: ما قال أبوك حين طلعت عليه خيل فاتك بن ضبّة (?) وما صنع؟ فقال: ولّى، فناداه غلامه سِراج، وكان شجاعًا: ألستَ القائل:
يذم مهجتي ربّي وسيفي ... إذا احتاج الوجيد إلى الذّمام (?)
فرجع أبو الطيّب فنزل عن فرسه وحزمه وتوثّق من سَرْجه ثم قال:
أَفّرغِ الذّرْعَ يا سِراج وأبصِرْهُ ... ما ترى اليوم ها هنا من قتالِ
فَلَئِنْ رُحْتُ في الكَرّ صريعًا ... فانْعِ للعالَمينِ كلَّ الرجالِ
فردّ أوائل الخيل، وحمل غلمانه في حواشيه من القوم حتى لحِق الأمير فاتك، فكان أول من قُتل [من] (?) غلمان أبي الطيب سِراجًا، ثم أبو الطيّب، وقاتل جماعتهم حتى قُتلوا إلَّا محمدًا ابن فإنه كان صغير السنن فلم يقاتل وأُسِر، ثم قتله ابن فاتك بعد ثلاثة أيام خوفًا من هجائه.
وكانت عدّة خيل فاتك خمسة وثلاثين فارسًا (?).
وكان قتل المتنبّي يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من شهر رمضان سنة أربعِ وخمسين وثلاثماية (?) (?).
* * *
وفيها دخل أبو عبد الله الداعي بلاد الدَّيْلم، وتلقب بالمهديّ (?)
* * *
وفيها أُخِذت المَصّيصة (?).