وفيها كُسِفت الشمس حتى بانت النجوم.
* * *
ودخل عبد الله بن الزُّبَير على أمّه وفي يده سيف فقال لها: ما أصنع؟ فقالت له: يا بُنَيّ إن كنتَ على حق فلا تمُتْ إلّا كريمًا. فخرج فقاتل حتى قُتل، وأخذه الحَجّاج وصلبه على باب الكعبة، ورائحة المِسْك تفوح منه (?).
وكانت أمّه أسماء ذات النطاقَيْن بنت أبي بكر الصِّدّيق رضي الله عنه. فبقي مصلوبًا زمانًا يروم أن يسله في شيله، فقيل إنها عبرت يومًا فرأت الطير عشعش في صدره، فقالت: ما آن لهذا الخطيب أن ينزل من على هذا المنبر؟! فسمع الحجّاج [قولها، فقال] (?): أنزِلوه، فكلامُها يشبه السؤال.
وتفرّد عبد الملك.
استخف الحَجاج بأصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وختم أعناقهم برصاص، وختم عُنُق أَنَس بن مالك (?)، وأرسل إلى سهل بن سعد/ 56/ فقال له: ما يمنعك أن تنصُر أمير المؤمنين عثمان؟ قال: قد فعلت هذا. قال له: كذبت، ثم أمر به فختم عنقه برصاص (?).
استُعمل الحَجّاج على العراق (?).
* * *
وقتل عُمَير بن ضابي (?) البُرْجُمي.
وقيل: إنه قال له: هل لاعَنَك بدلًا يوم الدار إذ أنت تقول:
هَمَمْتُ ولم أفعل وكِدْتُ وليتني ... تركتُ على عثمانَ تبكي حلائلُهْ