المتكلمين ما استظرف لأنه خوطب به من يعلمه، وتكلم به من يفهمه فمن ذلك قول أبو نواس:

(تأمل العينُ منها ... محاسناً ليس تنفد)

(فبعضها يَتَنَاهى ... وبعضها يتزيد)

وقوله:

(تركت منى قليلا ... من القليل أقَلا)

(يكاد لا يتجزّا ... أقلّ في اللفظ مِن لا)

وقول النظام:

(أُفرِغَ من نور سمائيّ ... مُصَوّر في جِسم إنسِي)

(وأفتقر الحُسنُ إلى حُسنه ... فَجل عن تحديد كيفي)

فأما مخاطبة من لا يلابس الكلام، ويعرف أوضاع أهله بألفاظ المتكلمين، وأوضاع الجدليين، فهو جهل من قائله، وخطأ من فاعله، ويلحق ركبه في سوء البناء ما لحق من قال في بعض خطبه، في دار الخلافة: "ثم إن الله عز وجل بعد أن سوى الخلق وأنشأهم، ومكن لهم لاشاهم". وكما لحق الآخر حين خطب فقال: فأخرجه الله - عز وجل - من باب الليسية

طور بواسطة نورين ميديا © 2015